السلوك الانتخابي للفرد العراقي في مرحلة ما بعد 2003

الملخص

منذ مطلع عام 2005 وحتى اليوم تم اجراء أربعة انتخابات برلمانية وثلاثة انتخابات محلية. وفي كل مرة تتجه الملايين إلى صناديق الاقتراع رغم الوضع الامني المتردي لتدلي بأصواتها لمرشحين يعدون بتغيير الحال إلى حال افضل. وفي كل مرة يخيب ظن الملايين فيمن انتخبوا حيث ينسى المُنتخبون الناخبين قبل أن يزول الحبر البنفسجي من على سباباتهم. لماذا يعيد الناخب العراقي خطأه كل مرة؟ ولماذا تتكرر ذات الوجوه وذات الشعارات وذات الوعود وذات الاحباطات؟ وهل من بصيص امل في أن نرتقي إلى مستوى الشعوب التي تعرف كيف تختار؟ هذا البحث يحاول الإجابة عن تلك الاسئلة وغيرها ويستنتج أن التركة الثقيلة للأنظمة الشمولية التي سبقت سقوط بغداد، والانقسام الاثني الواضح داخل المجتمع العراقي، والاحزاب السياسية التي تجيد اللعب بأوراق الدين والمذهب، وغياب الوعي السياسي للفرد العراقي له الأثر الاكبر في حرف بوصلة الناخب العراقي في الاتجاه الخطأ. ولكي نكون كمن سبقنا من الأمم في التقدم والرقي لابد من تغليب الولاء للوطن والشعب على الولاء للعرق والمذهب. ولا بد من انهاء المحاصصة في توزيع مناصب الدولة المهمة. ولابد حكومة تقوم على اساس الاغلبية البرلمانية وليس التوافق بين الأحزاب السياسية الكبيرة. ولابد من برلمان تكون فيه معارضة تحاسب السلطة التنفيذية. ولابد من نظام انتخابي عادل لا يضم اصوات الضعفاء إلى اصوات الاقوياء. ولابد من وعي سياسي لاختيار الافضل.