مظاهر الإرهاب خلال الغزو الحبشي لبلاد العرب

الملخص

المقدمـــــة الحمد لله الذي لا يحمد على شيء سواه والصلاة والسلام على اشرف الأعراب والعجم محمد الأمين المبعوث رحمة للعالمين والصلاة والسلام على آل بيته الأطهار وصحبه الأبرار . أما بعد ... فقد بدأت مظاهر الإرهاب منذ المراحل الأولى للبشرية بقصة قابيل وهابيل المعروفة ولم يتوقف الإرهاب إلى يومنا هذا ، وتمثلت صوره بعدة أشكال ونماذج أخطرها ما هو دموي وقاتل ، ومنها ما كان إرهاباً دينياً تمثل بتعصب لديانة ما أو لطائفة ما على سواها ، ومنها ما كان ثقافياً ، وغير ذلك من صور الإرهاب المختلفة ، فهو صراعٌ بين الخير والشر، وهو صراع بين الحق والباطل، ولكن الأدهى والأمر أن يدعي كل طرفي الإرهاب أو الصراع الحق لنفسه . وقد اخترنا في هذا البحث المتواضع صورة من صور الإرهاب التي وجدناها واضحة في غزو الأحباش لبلاد العرب قبل الإسلام ، إذ تمثل الإرهاب في تلك الغزوة بصورة جلية ، تلك الغزوة التي كانت أهم ما تهدف إليه هو القضاء على المركز الديني المقدس لدى العرب قبل الإسلام إلا وهو الكعبة ، وبالتالي القضاء والسيطرة على اكبر مركز اقتصـــــــــادي في شمــــــــال شبه الجزيرة العربيـــــة وتحويـــــله إلى الجنـــــوب في اليــــــمن التـــــــابع إلى الحبشة .  واقتضت طبيعة البحث تقسيمه إلى عدة مطالب سنتناول في أولها الترابط الجغرافي بين اليمن والحبشة ، إذ كان اليمن البوابة التي تدخل منها القوافل العسكرية والتجارية إلى بلاد العرب، وبعد ذلك سنتطرق إلى أسباب وتاريخ الغزو الحبشي لبلاد اليمن ، إذ سنستعرض من خلاله صور الإرهاب التي رافقت حادثة الأخدود المعروفة التي تمثل اشد صور الإرهاب الدولي ، وأخيراً سنتناول حملة الأحباش إلى مكة بقيادة أبرهه وسنستعرض الأحداث التاريخية التي رافقت تلك الحملة ، فضلا عن صور الإرهاب فيها ومحاولة أبرهه الحبشي هدم الكعبة والاعتداء على أهل مكة أصحاب الحرم المسالمين ، وهذا يمثل صورة عالية من صور الإرهاب الذي خذله الله وحده .