أثر التغييرات السياسية في المنطقة العربية في السياسات الإقليمية و انعكاساتها على العراق
الملخص
انتجت الثورات العربية التي بدأت اواخر عام 2010 الى سقوط العديد من الانظمة السياسية في تونس و مصر و ليبيا و اليمن و هو ما اعطى الانطباع ببداية مرحلة جديدة في النظام الاقليمي تكون قائمة على اساس اعتماد مبدا التداول السلمي للسلطة والاحتكام للانتخابات الحرة في تقرير شرعية النظام،
الا ان حالة الفوضى التي مرت بها الدول المتحولة قد احدثت نوعا من الفراغ الاستراتيجي عملت القوى الاقليميه (تركيا وايران) على ملئ على اعتبار ان الفرصة باتت سائحة لان تؤثر بقوه في اعادة تشكيل و صياغة مستقبل البلدان العربية وفقاً للإنموذج الذي تحاول هذه القوى تصديره ، وقد افضى هذا التنافس ما بين هذه القوى الى تقسيم النظام العربي الى محاور مؤيدة او معارضة سواء للتدخل التركي او الايراني وكان للعراق حضورا في هذه المعادلة، اذ يحاول العراق استثمار هذه التغيرات وسقوط العديد من الانظمه المعارضة له في السابق لبناء علاقات جديدة و ممارسة دور رئيس في المنطقه مستغلاً حالة عدم الاستقرار التي تمر بها هذه البلدان الى أن حدة التنافس ما بين الطرفين التركي والايراني قد جعلت من محاولات العراق صعبة خصوصا في ظل مجموعة من العناصر التي لم تزل تفرض تاثيرها في القرار العربي الرسمي والشعبي وتعمل على فرز القوه وتصنيفها مع او ضد الإنموذج التركي أو الايراني وهو أثر في رؤيتها للدور العراقي بأنه جزء من سياسة المحاور.