الانتخابات الديموقراطية و الديمقراطية الانتخابية
الكلمات المفتاحية:
الانتخابات،، الديموقراطية.الملخص
من الثابت تاريخياً أن فكرة الانتخابات تعد من الأفكار الإنسانية القديمة، التي تساهم
في حل النزاعات والاختلافات حول رأي ما، فالتصويت وسيلة هامة وأساسية يمكن للأفراد
من خلالها التأثير على القرارات الحكومية، ومن أجل ضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة لابد
من توفر المناخ الديمقراطي والحريات الأساسية للمواطنين، فقد أكدت الجمعية العامة للأمم
المتحدة على أن الانتخابات الدورية والنزيهة عنصر ضروري لا غنى عنه في الجهود المتواصلة
المبذولة لحماية حقوق ومصالح المحكومين، وضرورة إيلاء الاحترام الواجب للسيادة والحق
في تقرير المصير، وأن الديموقراطية والتنمية واحترام جميع حقوق الإنسان والحريات
الأساسية أمور مترابطة ويعزز بعضها بعضاً.
وهذا التلازم بين الانتخاب والديمقراطية، قاد الباحث إلى التساؤل عن جدوى العملية
الانتخابية بدون ديموقراطية ؟ وأن حصل ذلك، هل يمكن تقييم نتائجها على أنها مرضية
وليست صورية؟ أم استحالة ذلك لكونها اضحت فارغة المحتوى ؟ وإذا افترضنا العكس، أي
بمعنى اخر، حصول انتخابات في مجتمع ديمقراطي، فهل نكون دائماً أمام حتمية النتائج
الايجابية ؟ أم أن الامر نسبي اً لكونه معلقاً على شرط توافر الوعي والثقافة العامة لدى الناخب؟
وبعد البحث في موضوع الانتخابات ومعايير ممارستها وعلاقتها بالديموقراطية، توصل الباحث
إلى النتائج التالية :أن مفهوم الديموقراطية في العصر الحديث ارتبط بفكرة الانتخاب، غير أن
الانتخاب ليس كل ما في الديموقراطية من معنى، فالانتخاب نوع من الديموقراطية ولكن
ليكون الانتخاب انتخاباً حقيقياً يجب أن يبنى على أسس ديموقراطية. كما أن ضعف وعي
المواطن الذي يمارس الانتخاب ينتج عنه عادة انتخابات محل طعن لما يشوبها من نقائص.
وأن قابلية الانتخابات للنماء يرتبط بالثقافة العامة، التي بدون مراعاتها يصعب وضع نظام
انتخابي يعزز الديموقراطية وتتعزز به، ومن ذلك؛ أن العمليات الانتخابية في مجملها تعتمد
على درجة الصدقية لدى أطرافها مهما كانت ضمانات ووسائل مراقبة الانتخابات، بل ربما
نجد الصدقية أكثر أهمية في التنبؤ بجاىزية الجمهور للانتخابات من درجة التعليم أو المستوى الاجتماعي أو حتى المعارف السياسية أو ظروف المعيشة، بدليل أن الانتخابات
الديموقراطية في نظم ديموقراطية تُجرى بين شعوب فيها الكثير من الفقر والأمية وحتى
الصراعات السياسية والحروب الأهلية، لكنها لا تنجح إلا بدرجة معقولة من الصدق في
الثقافة العامة.