سياسة حزب العدالة والتنمية التركي تجاه الولايات المتحدة الأمريكية

الملخص

بعد أن حقق حزب العدالة والتنمية التركي الفوز في الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2002، سارعت الإدارة الأمريكية برئاسة بوش الابن بعد شهرين من تسنم الحزب للحكومة برئاسة رجب طيب أردوغان إلى الاتصال بالزعماء الأوربيين على هامش قمة بروكسل وحثهم على منح تركيا موعداً لبدء انضمامها الى الاتحاد الأوربي، بالمقابل أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في أكثر من مناسبة على أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الشريك الطبيعي لتركيا في سعيها إلى تحقيق أهدافها الإستراتيجية، ووقوف تركيا إلى جانبها في مكافحة الإرهاب بمعناه الحقيقي، فضلاً عن أنها تؤدي دوراً مهماً في تطوير موارد الطاقة في حوض بحر قزوين وعلاقتها المتطورة مع مختلف دول شبه جزيرة البلقان جعلت من نفسها مفتاحاً لإقامة التعاون في المنطقة. والى مثل ذلك، ذهب الرئيس الأمريكي باراك اوباما عندما دعا الاتحاد الأوربي لقبول تركيا في عضويته على هامش اجتماعات قمة العشرين عام 2009، وهذا يكشف أن تركيا لم تعد جسراً بين الشرق والغرب فحسب، بل أضحت تركيا دولة محورية بفعل سياسة حزب العدالة والتنمية التي أكسبتها تلك الأهمية الإستراتيجية في السياسة الأمريكية. وفي ضوء هذه السياسة التي انتهجها حزب العدالة والتنمية، سيتم تناول الموضوع وفق محورين، يناقش الأول: أبعاد العلاقة التركية – الأمريكية، بينما يركز الأخر على إدراك المتغيرات وتعزيز المشتركات، فضلاً عن الخاتمة واهم الاستنتاجات.