الأقليات الدينية في العراق بين خطر الإرهاب وأزمة المشاركة السياسية

الملخص

المقدمـــــة  إن ما يواجهه المجتمع العراقي من أخطار العنف واللا استقرار قد جعل الأقليات الصغيرة فيه تواجه تحديات جسيمة تتمثل في خطر الإرهاب والتهميش السياسي , وقد أضحت هذه المخاطر تهدد هذه الأقليات في وجودها , في الأمن والاستقرار والسلام والمستقبل . إذ يلاحظ أن هذه الأقليات تمثل الحلقة الأضعف في المعادلة السياسية التي تحكم النظام السياسي في العراق بعد عام 2003 , وهي التي عاشت وساهمت في حضارة العراق منذ آلاف السنين . ويهدف البحث إلى دراسة هذا الواقع , والبحث عن الصيغ المؤطرة والضامنة لتمتعها بحقوقها , لما يمثله هذا الأمر من أهمية بالغة ,إذ هنالك ثمة أخطار محدقة لهذه الأقليات وتهديد لوجودها ومعوق لتطويرها وتنميتها. وفي كل الأحوال , تشكل الأقليات الآن جزءا من المشهد الاجتماعي والسياسي العراقي , ومن الضروري لها , في إطار عملية سياسية تتبنى الديمقراطية كمنهج في الحكم , أن يكون لها إمكانية رؤية مطالبها تتحقق وحقوقها مصونة . ويهدف هذا البحث أيضاً إلى التأكيد على أن ثمة علاقة وثيقة بين مفهومي حقوق الإنسان وحقوق الأقليات , إذ أن كليهما يأتيان في سياق مسعى يهدف إلى توفير الضمانات التي تكفل الكرامة سواء أكان ذلك للفرد أو لجماعة متمتعة بهوية متمايزة لها خصوصية ما , لغوية , قومية , أثنية , دينية , .., إلى جانب الجماعات الإنسانية الأخرى في المجتمع . وسيتم البحث في ذلك ضمن ثلاثة مباحث أساسية هي : أولاً - تحديد مفهوم الأقلية وحقوق الأقليات  . ثانياً - مفهوم الإرهاب وخطره على الأقليات في العراق . ثالثاً - الأقليات وأزمة المشاركة السياسية .